تعد مدينة الاحمدي مركز محافظة الاحمدي، وهي المدينة الرئيسة الثانية بعد مدينة الكويت، وقد استحدثت في 12 فبراير 1962 وقد كانت تشمل مناطق الاحمدي والفنيطيس و الفنطاس وابوحليفة والمنقف والفحيحيل والشعيبة والمقوع وميناء عبدالله وواره والضبيعية ومنطقة البر الجنوبية، بالاضافة الى بعض الجزر مثل قاروه وام المرادم وكبر وفيلكا. واخذت المدينة اسمها من اسم حاكم الكويت الاسبق المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح، وذلك بعد نجاح عمليات التنقيب عن النفط واستخراجه وتصديره في فترة ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقد تم تصدير اول شحنة نفط في الكويت من ميناء الاحمدي في يونيو 1946 ومنها بدأت مدينة الاحمدي في النمو والازدهار واصبحت مدينة متكاملة في منتصف القرن العشرين.
ارتبطت مدينة الاحمدي باكتشاف النفط وتصديره على اساس مدينة نفطية وميناء نفطي، كما ان مساكنها كانت مخصصة لموظفي الشركات النفطية والعاملين فيها.
اول من تولى الاشراف على شؤون مدينة الاحمدي والمناطق التابعة لها هو المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، وكان ذلك قبل تشكيل محافظات الكويت فكان سموه حاكم الأحمدي، ومدير الامن العام فيها، وفي عام 1959 انتقل سموه الى موقع اخر كوزير للمالية في اول تشكيل وزاري. اما اول محافظ لمحافظة الاحمدي بعد الاستقلال فهو الشيخ جابر العبدالله الجابر الصباح، واستمر محافظا لفترة طويلة ثم ترك المحافظة وعين وزيرا للشؤون الاجتماعية والعمل، وخلفه في هذا المنصب الشيخ جابر المبارك الحمد المبارك الصباح، وتقلد بعد ذلك منصب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، ثم اصبح وزيرا للاعلام، اما الشيخ علي صباح السالم المبارك الصباح الذي حل محله محافظا للاحمدي فقد عين وزيرا للدفاع ثم وزيرا للداخلية عام 1994.
نشأة الأحمدي
تنتسب مدينة الاحمدي الى مؤسسها المغفور له الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح، وقد ارتبط ظهور هذه المدينة باكتشاف النفط في حقل برقان الكبير الذي يمتد جنوب الكويت من المقوع حتى جنوب واره، وليست هناك سنة محددة لنشأة المدينة لكنها بدأت في الظهور كموقع سكني بين عامي 1946 - 1949. اي منذ تصدير أول شحنة كويتية من النفط في يونيو 1946، في ذلك اليوم لم تكن مدينة الاحمدي الا على ورق المخططات وقد كانت تلالا مقفرة ليس فيها من المعالم الا خزانات وبضع خيام، وهي المساكن الاولى لعمال شركة نفط الكويت المحدودة، وبعد الزيادة الهائلة في عدد عمال الشركة كان لابد من انشاء مساكن ثابتة بدلا من الخيام والبيوت المتحركة، وهكذا بدأت مدينة الاحمدي بالظهور.
موقع
ان اختيار موقع مدينة الاحمدي مرتبط باختيار موقع الميناء الذي سيحمل اسمها، وقد وقع الاختيار على نقطة بين قريتي الفحيحيل والشعيبة تكون نهاية لخط الانابيب الواصل بين حظيرة الخزانات وبين ساحل الخليج العربي.
تطوير
كانت بداية مدينة الاحمدي خياما منصوبة في كل مكان، بلغ عددها«500» خيمة بالاضافة الى الاكواخ المنصوبة من الطوب اللبن والصفيح مع بعض الاكواخ الجاهزة التي كانت تسمى «اركن ونسن وكالو» وتحمل العاملون في الشركة كل الصعوبات الناشئة عن هذه المساكن المؤقتة، وقد استخدمت الشركة اسطولا من خمس ناقلات لجلب مياه الشرب من شط العرب، وقامت بتعبيد الطريق لاول مرة من الشويخ الى المقوع فالاحمدي فبرقان، وبدأت تظهر بعض المصانع المحدودة لعمل الثلج واعداد الخبز وحفظ الاطعمة وغسل الملابس لخدمة العاملين بالشركة، وبدأ الانتقال من الموقع الى الاحمدي على نطاق محدود عام 1947 وتزايد في العام التالي وانتظر العاملون دورهم للحصول على مسكن دائم في الاحمدي، وشرع في رصف الشوارع الترابية وغرس الاشجار، وانشاء الاندية والمؤسسات الترويحية.
أسماء
الأحمدي كلمة عربية منسوبة الى الاحمد، وهو الحاكم العاشر للكويت المغفور له الشيخ أحمد الجابر «1921 - 1950».
وقد نشأت هذه المدينة في عهده وبتوجيهات منه وهذا الاسم يطلق ايضا على الميناء الواقع على الخليج العربي بين قريتي الفحيحيل والشعيبة حيث يقع الى الشرق من مدينة الاحمدي بمسافة تقرب من تسعة اميال وكانت الاحمدي قبل اكتمال بنائها تعرف بالقرية العربية واطلق عليها الانكليز «اراب فلج» وقبل ذلك درج اسم الظهر او ظهر العدان للدلالة على الموقع، وقد تم احياء الاسمين بإنشاء مدينة الظهر ومستشفى العدان.
سكان الأحمدي
كان السكان الاوائل للاحمدي خليطا من مختلف الجنسيات العربية والاوروبية والاسيوية بالاضافة الى المواطنين العاملين في مؤسسات النفط على ان العنصر الاوروبي كان هو الغالب وقد اثر ذلك في تصميم المدينة وشكل البيوت المكونة من دور واحد، مغطى بالسقوف الحمراء المائلة، والمزودة بالحدائق المنزلية والاسوار القصيرة، وما يتبع ذلك من شوارع مشجرة وساحات مخضرة، وحدائق واسعة، وغير ذلك مما هو مألوف في المدن الاوروبية، ولقد بلغ عدد سكان الأحمدي عام 1957 - «7280» نسمة وارتفع هذا العدد في سنة 1961 الى «12860» نسمة الى «18719» نسمة والى «21244» عام 1970 وفي احصاء 1980م تجاوز عددهم «27» الفا يمثلون 1.6 في المئة من مجموع سكان الكويت.
بسبب طبيعة هذه المدينة الخاصة تنوعت المدارس فيها، فهناك مدرسة للبنين واخرى للبنات تابعتان لدائرة المعارف كما ان هناك مدرسة انكليزية اميركية وفيها يتعلم الاولاد بين الخامسة الى الرابعة عشرة حسب النمط البريطاني للتعليم وفيها ايضا المدرسة الهندية الباكستانية وتوجد مدرسة مهنية لتعليم الحرف اللازمة لصناعة النفط ومركز لتدريس اللغة العربية للمغتربين الذين ليسوا من اصل عربي.
متنزه المدينة
تبعد الأحمدي مسافة «37» كم من مدينة الكويت وقبل استكمال المؤسسات الترويحية في العاصمة الكويتية وضواحيها كانت مدينة الاحمدي متنزها لاهالي الكويت جميعا يذهبون اليها ايام العطل والاجازات ليقضوا في حدائقها ومرابعها وقتا ممتعا، كما اختار الاقامة فيها عدد كبير من المواطنين في منطقة خاصة من مناطق بيوت ذوي الدخل المحدود الواقعة في شرق الاحمدي.
مرافق عامة
هي مقر شركة نفط الكويت وتوجد بها المكاتب الرئيسة للشركة ودار ضيافة الاندية الرياضية التابعة لها، ومراكز التدريب البترولي، ومركز للكمبيوتر بالاضافة الى معرض شركة نفط الكويت وكان يعتبر من احدث المعارض النفطية، كذلك نادي الشباب الرياضي، ومراكز سباق العربات، والرماية على الاطباق الطائرة، والجولف، والحباري، والاتحاد واستاد الاحمدي الرياضي التغلستان، بالاضافة الى مركز الاحمدي الصحي، ومركز المحافظ ومجلس المحافظ ودار ضيافة الحكومة ومقر المختار ومخفر الشرطة وقيادة منطقة الاحمدي ومركز اطفاء، ومقسم الهاتف ومركز للبلدية والطوارئ «الكهرباء والماء» و البريد وشركات التأمين ومجموعة من البنوك ومرافق خاصة بوزارة التربية واسواق تجارية ومساجد وساحات خضراء وحظائر النفط ودار سينما الاحمدي وغير ذلك من الموافق الاخرى.
ضيوف
زار الاحمدي عدد كبير من الزعماء ورؤساء الدول والشخصيات المهمة، حتى اصبح استقبال هؤلاء الضيوف احد اهم الواجبات الاساسية المنوطة بمحافظي الاحمدي والمسؤولين فيها، حيث زارها الملك فيصل بن عبدالعزيز والرئيس المصري أنور السادات والمغفور له أمير دولة الإمارات الشيخ زايد آل نهيان والملكة اليزابيث الثانية.
مختارية
صدر المرسوم الاميري رقم «9» لسنة 1960 قبل الاستقلال وهو مرسوم خاص بتنظم اختيار المختارين في الكويت، وكان مختار الاحمدي مسؤولا عن منطقة المقوع والصبيحية ووارة.
وكانت واجبات المختار متعددة ومتداخلة فهو يبلغ الجهات الحكومية عن المواليد والوفيات والجرائم، والتركات التي يكون بها قصر، واقامة الاجانب، والتحري عن المخالفين والمجرمين والمساعدة في الاحصاء السكني والتعاون مع السلطات في كل ما له علاقة بالصالح العام، وقد تم انتخاب اول مختار للاحمدي في 11/6/1961 وهو السيد عيسى بن عبد المنعم وكان في السابق يعمل موظفا في شركة نفط الكويت ابتداء من 1937 وتم تعيينه سنة 1958 كأول ضابط اتصال عربي بالشركة، وبعد ذلك اصبح عبد الهادي الهملان مختارا للاحمدي.
المناطق
الظهر، الرقة، هدية، المنقف، أبو حليفة، الفنطاس و الفنيطيس، العقيلة (الكويت)، الصباحية، الأحمدي، الفحيحيل، ضاحية علي صباح السالم (أم الهيمان سابقا)، ميناء عبدالله، الشعيبة، بنيدر، الزور، الخيران، الوفرة، ضاحية فهد الأحمد، ضاحية جابر العلي، مدينة صباح الأحمد