Nezarritto
عدد المساهمات : 239 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 41
| موضوع: خوان سانتوس دي ماريا .. الحلقة الثالثة الإثنين مارس 21, 2011 6:57 am | |
| بريطانيا.. .رجلٌ بكامل ملابسه العسكرية , مرتدياً حلته , واضعاً خوذته على الارض بجانبه , غارساً سيفه المسنن أمامه .. كان سارحا , يكسِّر فيه يديه بعض الاغصان الصغيرة , مستمتعا بالهواء العليل الذي بدأ يلامس وجه ويقلب شعره برقٍ , مستمعا الى اصوات الموسيقا التي تطلق من القرية القريبة من أمامه , حتى أحس برجل يتسلل خلفه بهدوء , بدا فارساً , توقف قليلا , حتى بدأ يكمل زحفه بهدوء و حذر شديدين , فابتسم الرجل الجالس , وقال : عزيزي ( آرتريوس ) , لم تنجح هذه المرة أيضاً وأخذ يضحك .. بينما جاء آرثر ( آرتريوس ) فجلس بجانبه و هو يضحك .. آرثر : ما بالك وحيدا يا صديقي ؟ قد بحثت عنك طويلا , ألا زلت تأتي الى هذا المرتفع ؟ ألفونسو : هاهاها , أهلا يا صديقي , هنا , حيث أجدُ راحتي دائماً ..
آثر : بعيدا عن القلعة ؟ بعيدا عن مديتنا الفاضله ؟ اني استغرب امرك يا رجل !!! أوَ تترك ( الكاملة ) ونعيمها و تأتي الى هذا السهل المهجور ؟ أم تراك بدأت تحن الى أيام صباك في ( مايوركا ) ؟ ,, يبتسم ابتسامة خفيفة .. كان الفونسو يستمع اليه و هو باسمٌ.. الفونسو : عزيزي سيد فرسان الارض , ارثر , او تراك لم تشتاق لطفولتك في ايطاليا ؟ ضحكا الاثنان بصوت مرتفع بعض الشيْ.. آرثر : عليك اللعنة يا الفونسو , دائما ما تغلبني .. ضحك الفونسو .. وقف وأخذ يقفز ويلف حول نفسه, و يقوم ببعض الحركات التمثيلية , ويقول بصوت متغير الارتفاع : و من ذالذي يتأجرأ ويهزم ملك الدنيا , ارثر , العظيم ارثر , سيد الارض و خير رجالها.. ؟ اتراني جننت حتى اقف في وجهك ؟ - وجلس على ركبتيه - مولاي , اغفر لي , فإنها لحظة جنون لا أحسبها تتكرر.. كان ارثر ينظر اليه من طرف عينه مبتسما , فوقف , واخذ يصرخ : اذن ايها الاسباني , بما انك اعترف بخطئك وطلبت عفونا , فأني , أنا , الملك آثر , ملك الكاملة و سيد أراضي بريطانيا , - انتزع سيفه وراح يربته على كتفي الفونسو – أمنحك لقب ( فارس ) , فليكن الله في عونك لفعل الصواب .. فضحك الاثنين معا , و رفس ارثر الفونسو مازحا , وعندما قام حضنه وضرب على كتفه الايمن.. آرثر : أو تتذكر تلك اللحظة يا صديقي ؟ وابتسم.. ألفونسو ابتسم هو الاخر : أو تراها تُـنسى ..
--- قبل سبع سنوات , مايوركا , لحظة وداع رودريغو --- جلس خوان و الفونسو على ميناء مايوركا , ينظرنا بحزنٍ و أسى عميقين لفراق اخ لهما امتدت صداقته بهما اكثر من عشرين عاما .. كان قد أُخرج من غياهب سجن القلعة وجند في العسكر اجباريا لخوض بعض الحروب لصالح المملكة.. وبعد صمتٍ طويل و بكاءً ليس بالقليل , شارفت الشمس على الغروب , ورحل جميع من كان على الشاطيء , باستثنائهما.. خوان : هيا يا صديقي , فأن جلوسنا هنا لا يفيد.. الفونسو : الى اين يا صديقي ؟ الى البيت ؟ منذ اليوم لا بيت لي في هذه الجزيرة التعيسة.. خوان : لكن ؟! ... ما عسانا فاعلين ؟ لقد سرق منا صديق طفولتنا , أتحسبني فرحا مبتهجا لما يحدث ؟ - قال صارخا واخذت الدموع تذرف من عينه.. كان الفونسو لا يزال ساكتا .. متجهم الوجه , غير قادرٍ على التنفس .. راح خوان يركل الارض من حوله و هو يصرخ ويشتم ,, الى ان رجع الهدوء مرة اخرى.. فقال خوان : هيا يا الفونسو , دعنا نعود , فلكلٍ منا من ينتظره في منزله.. الفونسو : نعم , هيا نعود .. و ما ان التف خوان , حتى قال الفونسو : لعلها تكون ليلتي الاخيرة في هذه الارض.. توقف خوان , وراح يشد قبضتيه ويقول بصوتٍ مغتضب : ماذا تقصد يا خوان ؟ افصح , فإني لا اطيق الالغاز في مثل هذه الظروف.. توقف الفونسو عن الكلام قليلا ,, ثم قال : ( الكاملة ) , قد حدثتكم عنها سابقا .. عبس خوان .. الفونسو : قد حدثتكم ذات مرة عن آرثر ... التفت خوان ناحيته واخذ يصرخ بأعلى صوته .. خوان : مجنوووون .. لا وجود للكاملة , لا وجود لآرثر , انها اساطير , قصص اطفال , اغاني عجائز و مخرفين , ستهلك نفسك وانت تلهف وراء السراب.. مجنوون , انت مجنووووون .. اين راحل انت , رودريغو , وانت الان , اتريد ان تقتلني ؟ الا يكفي رودريغو ؟ مجنوووووون , مجنوووووون .. الفونسو بعد مسح عينيه : خوان , اني راحل في صباح الغد , و كم اتمنى ان تحمل زوجتك ايذا و تأتي معي .. فلا عيش لنا هنا , هذه الجزيرة امست علينا جهنما .. تعال لنرحل فالعدالة كلها هناك , الكاملة .. مشى خوان مغادرا بهدوء , قال : ارحل ان شئت , فإني هنا , لا افارق هذه الارض الا جثة هامدة.. و مشى .. صباح اليوم التالي , ذهب الفونسو ليودع خوان , ظل جالسا على حصانه ينادي عليه , لكن خوان لم يجب , فلبث فترة على حاله , لكن لم تكن هناك اجابة من البيت ولا حتى ادنى حركة تشعره ان هناك ارواح داخل المنزل.. فهم الفونسو ان صديقه لن يستطيع وداعه , فبالامس كانا قد ودعا رودريغو , واليوم , لم يبقى احد من تلك الرفقة القديمة.. فمضى حزينا باكيا , وكانا خوان و ايذا يراقبانه من شباك المنزل , وبدى قلب خوان كانه سيقف عن النبض ., فسقط فجأة مغشيا عليه , فصاحت ايذا مرتعبة : خوان ! خوان ! النجدة ..
--- بريطانيا.. الان .. --- آرثر : اذا هيا بنا نعود الى ( الكاملة ) , فقد أوشك اجتماع فرسان الطاولة المستديرة على ان يبدأ.. ومضيا..
--- مايوركا الان .. --- افاق خوان من غيبوبته , و كأنه نام أيام بل شهور , وقف بصعوبة متثاقلا , اخذ ينادي ايذا ؟ .. ايذا ؟ .. كان هناك رجل جالس على الطاولةينفخ بغليونه , ركض اليه خوان مسرعا , ماذا فعلت بها ؟ تكلم .. ضحك الرجل , وقال : الم تتذكرني ؟ أنا اسحق .. انا من سيرجع ايذا .. خوان : اين هي ؟ تكلم و الا قتلتك.. اسحق : اجلس يا صديقي حتى نتفاهم , وجلس خوان خائفا لا يملك من امره شيئ , فأكمل اسحق : وقع هجوم عالمدينة كما قلت لك , واخذت حبيبتك اسيرة.. خوان : اين هنا الان ؟ و كيف لي ان اجدها ؟ اسحق : هاهاهاهاها .. علّـك لن تصدق كلامي , لكن ,, خذ , هذه خريطة تبين مسير ( ايذا ) وتحركاتها في البلاد .. وقام من كرسيه متجها صوب الباب.. فتحه وقبل ان يخرج ,,, اوقفه خوان.. خوان : انتظر ايها الغريب ؟ من انت ؟ ,, كان ينظر الى الخريطة التي بين يديه بخوف ورهبة , وكانت يداه اخذت بالارتعاش.. فضحك اسحق ضحكة قاسية , و قال : انا رسول السماء اليك.. ومضى.. اوقفه خوان مرة اخرى : توقف , هل سأراك مجددا ؟ ,, قالها وهو يرتجف,, اسحق : صدقني , ادعو ربك ان لا تلتقي بي مرة اخرى ...
To Be Continued .. | |
|